responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 304
أشياخ، فقال للغلام: ((أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟)) فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدا، فتله [1] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده [2].
إن هذه الشواهد والنصوص، وأمثالها كثير، لتدل دلالة قاطعة على أن التيامن أدب هام جدا من آداب الإسلام، يأخذ المسلم الحق به نفسه دونما تساهل أو ترخص أو تراخ، وهذا ما كان عليه الصحابة والتابعون، لا يشذ عن ذلك منهم أحد، ولقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعير هذا التيامن أهمية كبرى، ولا يتغاضى عمن يتساهل فيه. وفي إحدى جولاته على الرعية متفقدا أحوالهم رأى رجلا يأكل بشماله، فقال له: يا عبد الله كل بيمينك، ورآه ثانية يأكل بشماله، فخفقه بالدرة، وقال له: يا عبد الله كل بيمينك، ورآه مرة ثالثة يأكل بشماله، فخفقه بالدرة، وقال له بحدة: يا عبد الله كل بيمينك، فأجاب الرجل: يا أمير المؤمنين إنها مشغولة، فقال عمر: وما شغلها؟ قال: شغلها يوم مؤتة (3)، فبكى عمر، وأقبل على الرجل معتذرا مواسيا قائلا له: من يوضئك؟ من يقوم بحاجاتك؟ من يعينك على أمورك؟ ثم أمر، بإنصافه ورعايته.
إن اهتمام أمير المؤنين عمر رضي الله عنه بهذه الجزئية في سلوك رجل
من الرعية ليؤكد أهمية هذه الجزئية، ودلالتها الكبيرة على شخصية المسلم، وتعبيرها عن هويته المتميزة، وحرص عمر الشديد على تطبيقها في حياة المسلمين. ومن هنا لا يجوز التساهل فيها أو التغاضي عنها.
وأحب أن أسوق هذا الكلام إلى المسلمين الذين أخذوا بنظام المائدة الغربية القاضي بجعل الشوكة على اليسار، والسكين على اليمين، ليقطع

[1] أي وضعه.
[2] متفق عليه.
(3)) أي قطعت في غزوة مؤتة.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست