اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 303
وقوله:
((لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله)).
وكان نافع يزيد فيها: ((ولا يأخذ بها ولا يعط بها)) [1].
وكان الرسول الكريم إذا رأى أحدا يأكل بشماله نهاه ووعظه وأدبه، وربما اشتد ودعا عليه إذا رأى منه كبرا وإصرارا على فعلته:
فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل عند رسول الله بشماله، فقال: ((كل بيمينك)) قال: لا أستطيع. قال: ((لا استطعت))! ما منعه إلا الكبر! فما رفعها إلى فيه [2].
ذلك أن الرسول الكريم يحب التيامن في كل شيء، ويحض على الأخذ به، وفي ذلك يروي الشيخان والإمام مالك عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بلبن قد شيب بماء من البئر، وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر الصديق، فشرب، ثم أعطى الأعرابي، وقال: ((الأيمن فالأيمن)).
وأتي مرة بشراب، وكان عن يمينه غلام [3]، وعن يساره أشياخ، فشرب، ثم قال للغلام: الشربة لك، فهل تتنازل عنها لهؤلاء الأشياخ؟ فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بسؤرك أحدا يا رسول الله، والحديث المروي في هذا عن سهيل بن سعد رضي الله عنه، ونصه:
((أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشراب، فشرب منه، وعن يمييه غلام وعن يساره [1] رواه مسلم. [2] رواه مسلم. [3] هو ابن عباس.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 303