اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 300
السلام في ساعة يأتيه فيها فجاءت تلك الساعة ولم يأته! قالت: وكان بيده عصا فطرحها من يده، وهو يقول: ((ما يخلف الله وعده ولا رسله))، ثم التفت، فإذ جرو كلب تحت شريره، فقال: ((متى دخل هذا الكلب؟)) فقلت: والله ما دريت به، فأمر به فأخرج، فجاءه جبريل عليه السلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وعدتني فجلست لك ولم تأتني)). فقال: ((منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة)) [1].
والنصوص في ذلك كثيرة، وكلها تحرم نشر الصور ونصب التماثيل.
ولقد كشفت الأيام عن حكمة ذلك التحريم، وبخاصة في هذا العصر الذي يسارع فيه المنافقون والمتزلفون وأصحاب المطامع والشهوات إلى الطغاة يزينون لهم التمادي في طغيانهم، ومن ذلك إقامة التماثيل لهم في حياتهم أو بعد مماتهم، ليجعلوا منهم آلهة أو أنصاف آلهة، يتربعون على عرش العظمة، ويلهبون ظهور المستضعفين بالسياط.
إن الإسلام الذي جاء بعقيده التوحيد، وحطم أوثان الشرك والجاهلية منذ خمسة عشر قرنا، ليأبى لهذه الأوثان أن تعود مرة أخرى إلى حياة المسلمين، باسم تخليد الزعيم الفلاني تارة، وباسم تكريم الفنان الفلاني تارة أخرى، وباسم تعظيم العالم أو الشاعر أو الأديب الفلاني تارة ثالثة، والمجتمع الإسلامي مجتمع موحد، لا يعرف التعظيم والتقديس والتبجيل إلا لله، ومن هنا لا مكان فيه لمثل هذه الأوثان والأنصاب.
أما اقتناء الكلب، فلا مانع منه إذا كان لصيد أو ماشية أو أرض، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [1] رواه مسلم.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 300