responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 277
فريضة وركن من أركان الإسلام، فتراهم يوزعون، إن وزعوا، دريهمات معدودة في المواسم والأعياد، أو يوزعون الخبز والأطعمة في بعض الأقطار الإسلامية على عدد محدود من الفقراء، وعندما يرى الناس البسطاء جماهير الفقراء تقف ببابهم لتأخذ حظها من هذا الفتات الذي يوزع، يشيدون بكرمهم وسخائهم، ويعدونهم من الأجواد الفضلاء، وما درى هؤلاء البسطاء أن مجموع ما يوزعه أصحاب الملايين هؤلاء لا يبلغ جزءا يسيرا جدا مما يتوجب عليهم إنفاقه، وأن هؤلاء الذين ينشرون على الفقراء المسحوقين دراهم معدودة، ذرا للرماد في العيون، وتظاهرا بالطاعة لله والبذل في سبيله، لا يخفى أمرهم على رب العالمين، رب الفقراء والأغنياء، ولن يفلتوا من عقابه، وأنهم يدخلون تحت قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [1].
إن هذه الفئة التي أثرت في ظل نظام اقتصادي غير إسلامي، كانت سببا من الأسباب التي جلبت الأنظمة والمبادئ اليسارية إلى بلاد المسلمين، بجشعها واستغلالها وشحها وبعدها عن هدي الله، ولو عرفت حق الله في مالها، وأدته كاملا غير منقوص، لما وجد في مجتمعات المسلمين من يجرؤ على الدعوة إلى شيوعية حمراء أو اشتراكية رقشاء، ولما نبت الحقد الطبقي الذي استغلته الأحزاب اليسارية، حتى أقامت عليه أنظمة حكم اشتراكية أطاحت بأصحاب الملايين وبمعاملهم ومؤسساتهم، واستلبت منهم الملايين، فأصبحت خزائنهم خاوية، وكانوا في أيام البسطة والعز والسعة والرخاء والربح يضنون في كثير من الأحيان على العامل الفقير بنصف ليرة يضيفونها إلى

[1] التوبة: 34 - 35.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست