responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 276
الشريفة بمعاني الخير، ويزيدها فضلا على فضل، وسماحة على سماحة، وجودا على جود.
فعن ابن عباس قال: ((كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، يعرض عليه رسول الله القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة)) [1].
ولا عجب أن نجد في الجيل الأول من ارتفع إلى قريب من هذا المستوى العالي من الجود، فإذا هو يجود بماله كله في سبيل الله كما فعل أبو بكر رضي الله عنه، ومن يجود بنصف ماله كما فعل عمر رضي الله عنه، ومن يجهز جيشا بأكمله كما فعل عثمان رضي الله عنه، ومن يتبرع بأنفس ممتلكاته كما فعل أبو الدحداح الذي وهب أحسن بساتينه صدقة في سبيل الله، ولما علمت زوجه بصنعه قالت له متهللة الوجه مفترة الأسارير: ربح البيع يا أبا الدحداح، وغير هؤلاء الأجواد كثير ممن آثروا الآجلة على العاجلة، فنزلوا عن أموالهم وحظوظ أنفسهم في سبيل الله.
ذلك أنهم كانوا صادقين مع الله عز وجل، دائمي الصلة به، ومن هنا كانوا يحققون هذه المعاني، فيترجمونها إلى واقع، ولا يكتفون بتردادها والتغني بها والتأثر بذكرها، كما نجد معظم أغنياء اليوم.
إن من أغنياء اليوم من يملك من الملايين والمليارات ما لو أدى زكاتها فحسب لمسح الفقر عن مجتمعه مسحا، بله [2] الإنفاق السخي من حر ماله، ولكن أيدي هؤلاء الأغنياء تنقبض حتى عن دفع الزكاة وإنهم ليعلمون أنها

[1] رواه البخاري ومسلم.
[2] أي دع.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست