اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 253
ما لعيادة المريض من أثر نفسي في المريض وفي آله، ومن هنا كان لا يتوانى في عيادة المرضى، وإسماعهم أرق عبارات الدعاء والمواساة، حتى إن نفسه الشريفة لتسمو فتقود خطوه لعيادة غلام يهودي كان يخدمه، وفي ذلك يقول أنس رضي الله عنه:
((كان غلام يهودي يخدم النبى - صلى الله عليه وسلم -، فمرض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم، فنطر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذة من النار)) [1].
لم يفت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يعود هذا الغلام اليهودي المريض، أن يدعوه للإسلام، إذ كان يدرك وقع زيارته الشريفة في نفس الغلام وأبيه اللذين غمرهما الرسول بكرمه وفضله ولطفه وحسن تأتيه، فإذا هما يستجيبان لأمر الرسول الكريم، وإذا العيادة تثمر هداية، ويخرج الرسول الكريم منها ولسانه يلهج بحمد الله أن أنقذ به نفسا من النار، فيا للرسول الإنسان العظيم! ويا للداعية الهادي اللبق الحكيم!
ومن حفاوة الرسول الكريم بعيادة المريض واهتمامه بشأنها أنه وضع لها أصولا وسننا حفظها عنه الصحابة الكرام، وسجلتها السنة المطهرة.
ومنها الجلوس عند رأس المريض كما رأينا في عيادته الغلام اليهودي، وكما أخبر بذلك ابن عباس رضي الله عنه بقوله:
((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عاد المريض جلس عند رأسه، ثم قال سبع مرار:
أسال الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك)) [2]. [1] رواه البخاري. [2] أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 253