اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 252
الشافية، والبسمة المنعشة، والدعوة المخلصة، والمشاركة الوجدانية الصادقة.
ذلك أن الفلسفة المادية التي غشت حياة الغربيين، أطفأت فيها نورانية العاطفة الإنسانية، وغطت شفافية الشعور الأخوي، وحجبت الإنسان عن الدوافع غير المادية لفعل الخير.
إن الإنسان الغربي لا يحس أي دافع يدفعه لعيادة المريض، إذا لم تربطه به مصلحة تعود عليه بالنفع المادي العاجل أو الآجل، في حين نجد الإنسان المسلم مندفعا لعيادة المريض ابتغاء الثواب الذي أعده الله لمن غبر قدمه في هذا السبيل.
والنصوص في ذلك كثيرة، تفجر في النفس ينابيع الشعور الأخوي، وتدفع الإنسان لزيارة المريض دفعا من أعماق الوجدان. ومن هذه النصوص قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
((إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة [1] حتى يرجع)) [2] وقوله:
((ما من مسلم يعود مسلما غدوة [3] إلا صلى عليه سبعون ألف ملك
حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة [4])) [5].
ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدرك ببصيرته النافذة الخبيرة بالنفس الإنسانية [1] أي جناها. [2] رواه مسلم. [3] أي صباحا. [4] الخريف: الثمر المخروف، أي المجتنى. [5] رواه الترمذي وقال حديث حسن.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 252