اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 229
ينفعهم من أعمال. والذي يجنب المسلمين الأذى والضر هو كمن يقدم لهم الخير والنفع، فكلاهما نفع المسلمين، وفاز بثواب الله - صلى الله عليه وسلم - رحمته ورضوانه. ومن هنا كان التوجيه النبوي للمسلمين يتناول الوجهين: تقديم النفع، ودفع الضر؛ ففيهما معا تسعد الجماعة، وتزدهر المجتمعات، وتنمو أواصر المودة في القلوب.
ومن هذا التوجيه العالي في دفع الأذى عن المسلمين ما يرويه أبو برزة، قال: قلت: يا نبي الله، علمني شيئا أنتفع به، قال:
((اعزل الأذى عن طريق المسلمين)) [1].
وفي رواية: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال:
((أمط الأذى عن الطريق فهو لك صدقة)) [2].
فأي مجتمع مهذب راق هذا المجتمع الذي يبنيه الإسلام، إذ يلقي في
حس كل فرد فيه أن من الأعمال الصالحة التي تقرب من الله، وتدخل صاحبها الجنة، إماطة الأذى عن طريق الناس؟ إن مجتمع المسلمين الذي تعيش فيه أمثال هذه التوجيهات التربوية العالية نابضة متدفقة في النفوس، لمن أرقى مجتمعات الأرض بلا ريب؛ إذ لا يتصور إنسان أن يلقى فيه ما يلقاه الناس اليوم في الطريق العام من أكوام الفضلات والقاذورات ومخلفات البناء، وغير ذلك مما تعاتب البلديات عليه الناس، وتحملهم الغرامات الباهظة إن هم ألقوا هذا الأذى في الطريق.
وما أعظم الفرق بين مجتمع اهتدى بهدي هذا الدين، فسارع الأفراد فيه لإماطة الأذى عن الطريق امتثالا لأمر الله، وطمعا فى مثوبته، وبين مجتمع [1] رواه مسلم. [2] حديث صحيح رواه أحمد.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 229