أنه سبب في هلاك الأمم الغابرة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا)) [1].
وفي رواية: (( ... وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ)) [2].
فقد جاء عن سفيان الثوري رحمه اللَّه تعالى أنه قال: ((كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلاً يقول: ((اللَّهم قني شح نفسي)) لا يزيد على ذلك، فقلت له، فقال: ((إني إذا وقيت شُحَّ نفسي لم أسرق،
ولم أزن، ولم أفعل))، وإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -)) [3].
وقوله: ((واجعلني من المفلحين)): أي الفائزين في الدنيا، والآخرة، ومن حصل له ذلك، فقد أدرك كل مطلوب، ونُجّي من كل مرهوب. ونختم بكلام جامع للعلامة السعدي - رحمه اللَّه تعالى، قال: ((ووقاية شُح النفس لكل ما أمر به العبد، ونهي عنه، فإنه إن كانت نفسه شحيحة، لا تنقاد لما أمرت به، ولا تخرج ما [1] أخرجه الإمام أحمد، 11/ 26، برقم 6487، والنسائي في الكبرى، 6/ 486، برقم 11519، والحاكم، 1/ 11، والبيهقي في السنن، 10/ 243، وشعب الإيمان له،
13/ 283، والآداب له أيضاً، ص 104، والطيالسي، 4/ 29، والبزار، 2/ 438، والبخاري في الأدب المفرد، ص 171، وابن حبان، 11/ 579، والمعجم الكبير للطبراني، 22/ 204، والأوسط له، 3/ 340، والحميدي، 2/ 490، وعبد بن حميد، 346، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 263، برقم 2217. [2] مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم 2578. [3] تفسير ابن كثير، 4/ 446.