المتجاوزين للحد في كل الأمور، ومن الاعتداء كون العبد يسأل اللَّه مسائل لا تصلح له، أو يتنطع في السؤال، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه)) [1]].
* وقال تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} [2] ((أمر تعالى أن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوّف، وتأمّل للَّه - عز وجل - حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، فيدعو الإنسان خوفاً من عقابه، وطمعاً في ثوابه)) [3].
وهذا يدلنا على فضل الدعاء، وأنه محبوب عند اللَّه تبارك وتعالى؛ لأنه روح العبادة، ولبُّها، وأفضلها؛ لما فيه من كمال التذلل للَّه تعالى من شدة الافتقار، وإظهار غاية العجز والحاجة إليه ـ.
4 - {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [4].
نهى اللَّه - سبحانه وتعالى - في هذه الآية الكريمة عن الحسد، وتمني زوال النعم مما في أيدي الغير، ثم بين السبب الأعظم الذي ينال به العبد [1] تفسير السعدي، 1/ 291. [2] سورة الأعراف، الآية: 56. [3] تفسير القرطبي، 4/ 198. [4] سورة النساء، الآية: 32.