اسم الکتاب : شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 26
لَنَا خَاشِعِينَ} [1].
فلا بد للمسلم في دعائه من أن يحضر قلبه، وهذا أعظم شروط قبول الدعاء، كما قال الإمام ابن رجب رحمه اللَّه تعالى [2]، وقد جاء في حديث أبي هريرة عند الإمام الترمذي: ((ادعوا اللَّه وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن اللَّه لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ)) [3]، وقد أمر اللَّه تعالى بحضور القلب، والخشوع في الذكر والدعاء، فقال سبحانه: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} [4].
الشرط الخامس: العزمُ والجَزمُ، والجِدُّ في الدعاء:
المسلم إذا سأل ربه فإنه يجزم، ويعزم بالدعاء؛ ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الاستثناء في الدعاء، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقلْ اللَّهم إن شئت فأعطني فإن اللَّه لا مُسْتَكْرِهَ لهُ)) [5]، وفي رواية: ((فإن اللَّه لا مُكْرِهَ له)) [6]. [1] سورة الأنبياء، الآيتان: 89 - 90. [2] جامع العلوم والحكم، 2/ 403. [3] الترمذي، برقم 3479، وله شاهد عند أحمد، 2/ 177 من حديث عبد اللَّه بن عمر، برقم 6655، ولكنه من طريق ابن لهيعة، والحديث حسنه الألباني في الأحاديث الصحيحة، برقم 594، وفي صحيح سنن الترمذي، برقم 2766. [4] سورة الأعراف، الآية: 205. [5] البخاري، برقم 6338، ومسلم، برقم 2678. [6] والمراد باللفظين جميعاً أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة هو الذي يحصل إكراهه على الشيء، فيُخفف الأمر عليه، حتى لا يشق عليه، واللَّه مُنزّهٌ عن ذلك. فتح الباري، 11/ 140، وشرح النووي، 17/ 10.
اسم الکتاب : شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 26