اسم الکتاب : شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 24
المسلم بربه تعالى أن يعلم أن جميع خزائن الخيرات والبركات عند اللَّه تعالى، قال سبحانه: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} [1].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى: (( ... يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركُم وإنسَكُم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدخِلَ البَحْرَ)) [2]، وهذا يدل على كمال قدرته - سبحانه وتعالى -، وكمال ملكه، وأن ملكه وخزائنه لا تنفد، ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأولين والآخرين: من الجن والإنس جميع ما سألوه في مقام واحد [3]؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يدُ اللَّه [4] ملأى لا يَغِضُها نَفَقةٌ سحّاءُ [5] الليلَ والنهارَ، أرأيتُم ما أنفقَ مَذُ خلَقَ السماءَ [6] والأرض؛ فإنه لم يغِضْ ما في يده، وكان عرشُهُ على [1] سورة الحجر، الآية: 21. [2] مسلم عن أبي ذر - رضي الله عنه -، برقم 2577. [3] جامع العلوم والحكم، 2/ 48. [4] في رواية مسلم: <يمين اللَّه ملأى>، برقم 993. [5] سحَّاءُ: أي دائمة الصبّ، تصبّ العطاء صبّاً، ولا ينقصها العطاء الدائم في الليل والنهار، انظر: الفتح، 13/ 395. [6] في رواية للبخاري بالجمع للسموات والأرض برقم 7441.
اسم الکتاب : شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 24