responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 389
وأنت محتاج"، فقعدت عن كثير من الطلب، واخترت طاعة والدي، فسأل عني الإمام، وتفقدني، وقال حين رآني: "ما خلَّفَك عنا؟ " قلت: "طلب المعاش"، فلما رجع الناس، وأردت الانصراف دفع إليَّ صرة فيها مائة درهم، فقال: "أنفق هذا، فإذا تمَّ أعلمني، والزم الحلقة"، فلما مضت مدة دفع إليَّ مائة أخرى، وكلما تنفد كان يعطيني بلا إعلام كأنه كان يُخْبَرُ بنفادها، حتى بلغت حاجتي من العلم، أحسن الله مكافأته، وغفر له).
* وذكر الكردري أيضًا أن الحسن بن زياد كان فقيرًا، وكان يلازمه -أي الِإمام- وكان أبوه يقول له: "لنا بنات، وليس لنا ابن غيرك، فاشتغل بهن"، فلما بلغ الخير الإمام أجرى عليه رزقًا، وقال: "الزم الفقه، فإني ما رأيت فقيهًا معسرًا قط".
وربما لمح شخصًا عالي الهمة، تلوح من محياه أمارات النبوغ فضنَّ بموهبته أن تُنْفَقَ في طلب الدنيا، وشجعه على طلب العلم:
* قال أبو حنيفة رحمه الله: (مررت يومًا على الشعبي وهو جالس، فدعاني، وقال: "إلامَ تختلف؟ " فقلَت: "أختلف إلى فلان"، قال: "لم أعن إلى السوق، عنيتُ الاختلاف إلى العلماء"، فقلت له: "أنا قليل الاختلاف إليهم"، فقال: "لا تفعل، وعليك بالنظر في العلم، ومجالسة العلماء؛ فإني أرى فيك يقظة وحركة"، قال: "فوقع في قلبي من قوله، فتركت الاختلاف -أي إلى السوق- وأخذت في العلم، فنفعني الله تعالى بقوله").
* وعن مكي بن إبراهيم -أحد شيوخ البخاري- قال: (كنت أتجر، فقدمت على أبي حنيفة قدمة، فقال لي: "يا مكي! أراك تتجر، التجارة إذا كانت بغير علم دخل فيها فساد كثير، فلم لا تتعلم العلم،

اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست