وحفظه، وحدَّث وهو شاب".
وقال ابن مهدي: رأى أبو إسحاق السَّبيعُّي سفيان الثوريَّ مُقبلًا، فقال: {وآتيناه الحكم صبيًّا}.
* وكان البخاري ذكيًّا سريع الحفظ، فقد حفظ سبعين ألف حديث وهو صغير، وكان ينظر إلى الكتاب، فيحفظ ما فيه من نظرة واحدة، قال محمد بن حاتم:
(كنت أختلف أنا والبخاري -وهو غلام- إلى الكُتَّاب، فيسمع، ولا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له يكتب مثلنا، فلما بلغ ما كتبناه خمسة عشر ألف حديث طلب منا أن نسمعها منه، وقرأها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه).
* وروى الذهبي عن محمد بن أبي حاتم قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: (وكنت أختلف إلى الفقهاء بمرو وأنا صبي، فإذا جئت أستحيي أن أُسلم عليهم، فقال لي مؤدب من أهلها: "كم كتبتَ اليوم؟ "، فقلت: "اثنين" -وأردت بذلك: حديثين- فضحك من حضر المجلس، فقال شيخ منهم: "لا تضحكوا! فلعله يضحك منكم يومًا").
وقال بكر بن منير: سمعت البخاري يقول: (كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص، أسمع كتاب "الجامع" لسفيان الثوري، من كتاب والدي، فمرَّ أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر، فراجعته، فقال الثانية والثالثة، فراجعته فسكت، ثم قال: "من هذا؟ " قالوا: "ابن إسماعيل"، فقال: "هو كما قال، واحفظوا أن هذا يصير يومًا رجلًا").