* ومنها: توالي الضربات، وازدياد اضطهاد العاملين للإسلام، مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء، وسنن الله عز وجل في خلقه، كما ينتج عنه استطالة الطريق فيضعف السير إلى الله عز وجل، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعزي أصحابه المضطهدين في مكة بتبشيرهم بأن المستقبل للإسلام، وبأن العاقبة للمتقين.
وصح عن خباب بن الأرت رضي الله عنه أنه قال: (شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو متَوسِّد بُرْدَةً له في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: "قد كان مَن قبلكم، يؤخذ الرجل، فيُحفَر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثم يؤتي بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيُجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا اللَّهَ والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون") [1].
أخي ستبيد جيوش الظلام ... ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها ... تر الفجر يرمقنا من بعيد
... [1] انظر: "فتح الباري" (7/ 164 - 167).