responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 340
وما كنتَ ممن أدركَ المُلكَ بالمُنى ... ولكنْ بأيامٍ أشَبْنَ النواصيا
لبستَ لها كُدْرَ العَجاج [1] كأنما ... ترى غيرَ صافٍ أن ترى الجوَّ صافيا

* ومنها: ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا، الذي كلما هممت بالنهوض جذبك إليها، وغرك قائلًا: "أمامك ليل طويل فارقد".
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إنما مَثَل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكِير [2]، فحاملُ المسك: إما أن يُحْذِيك [3]، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكِير: إما أن يُحْرِق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة" [4].
فحذار من مجالسة المثبطين من أهل التبطل والتعطل واللهو والعبث، فإن "طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري، وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفِعَاله فقط، بل بالنظر إليه! والنظر في الصور يورث في النفوس أخلاقًا مناسبة لخلق المنظور إليه ... ومن المشاهد أن الماء والهواء يفسدان بمجاورة الجيفة، فما الظن بالنفوس البشرية؟! " [5].
ولا تجلس إلى أهل الدنايا ... فإن خلائق السفهاء تُعْدي

* ومنها: العشق، لأن صاحبه يحصر همته في حصول معشوقه، فيُلهيه عن حب الله ورسوله {بئس للظالمين بدلًا}، إن عالي الهمة لا يستأسر للعشق الذي "يمنع القرار، ويسلُب المنام، ويولِّه العقل، ويحدث الجنون،

[1] كدْر العَجاج: غبار الحرب.
[2] الكير: جلد غليظ ينفخ فيه النار.
[3] يُحذيك: يعطيك.
[4] متفق عليه، واللفظ لمسلم.
(5) "فيض القدير" (5/ 507).
اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست