* عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (غاب عمي أنس بن النضر، عن قتال بدر، فقال: "يا رسول الله! غبتُ عن أول قتال قاتلتَ المشركين، لئنِ اللهُ أشهدني قتال المشركين، ليرين الله ما أصنع"، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: "اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: "يا سعد بن معاذ! الجنة وربِّ النضر، إني أجد ريحها دون أحد"، قال سعد: "فما استطعت يا رسول الله ما صنع"، قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قُتل، ومَثَّل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه، وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} الآية) [1].
* ورُوي أن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه -في سرية مؤتة- فقُطِعت، فأخذه بشماله، فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء، ويقال: إن رجلًا من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعه نصفين .. فلما قُتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية، ثم تقدم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، ثم قال:
أقسمتُ يا نفس لَتنزِلنهْ ... لتنزلن أو لتُكرَهِنَّهْ [1] متفق عليه.