هو الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم-، الذي شارك المسلمين آلامهم، وكان في حاجتهم حتى حطمه الناسُ - صلى الله عليه وسلم-،
فعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: "أكان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي جالسًا؟ " قالت: "بعد ما حطمه [1] الناس" [2].
ومن أمثلهَ حمل هم الأمة قَول حذيفة رضي الله تعالى عنه: (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) الحديث [3]، فإن سياق الحديث يشي بحرص حذيفة على تعميم الانتفاع بالِإرشاد النبوي في زمن الفتنة إلى جميع المسلمين من بعده.
وتأمل استنكاره - صلى الله عليه وسلم - دعاء الأعرابي: "اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا" وقوله له: "لقد حجَّرت واسعًا" [4]، وكذا قوله - صلى الله عليه وسلم-: "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتَب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة" [5].
وقوله - صلى الله عليه وسلم - في وصف أهل الجنة: "ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم" [6]. [1] يقال: حَطَمَ فلانًا أهلُه، إذا كبِر فيهم، كأنهم بما حمَّلوه من أثقالهم صيَّروه شيخًا محطومًا. [2] رواه الإمام أحمد في "مسنده"، ومسلم، وغيرهما. [3] رواه البخاري. [4] رواه البخاري. [5] رواه الطبراني في "الكبير" عن عبادة، وحسنه الألباني. [6] رواه مسلم.