فكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريحُ في مكان سحيق}، وقال في عابدي المسيح: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صِديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون} فكيف يُعبدان من دون الله؟
* ومنها: أنه تعالى أثنى على أصحاب الهمم العالية، وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل، وعلى رأسهم خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} الآية، وقد تجلت همتهم العالية في مثابرتهم وجهادهم ودعوتهم إلى الله عز وجل، كما أوضحه الله -عز وجل- في قصص الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
* كما قص مواقف الهمة العالية عن المؤمنين من أتباع الأنبياء كما في قصة موسى عليه السلام: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون} الآية، وكما في قصة مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه، وكما في قصة حبيب النجار في سورة يس، وكما في قصة داود وجالوت: {قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} إلى قوله تعالى: {فهزموهم بإذن الله} الآيات.
* ومنها: أنه عبر عن أوليائه الذين كبرت همتهم بوصف "الرجال" [1] في مواطن البأس والجلد والعزيمة، والثبات على الطاعة، والقوة في دين الله، فقال- عز من قائل-: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا [1] وقد صح في وصف الصحابة رضي الله عنهم أنهم: "كانوا يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال".