responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 184
فتصيبها منه رجفة كما يرتجف الرجل يمسك بسلكة الكهرباء، وكانت إشارة يده وسمات وجهه تنطق بمعانيه قبل أن ينطق بها لسانه، فتحرك الناس وتقودهم حتى كأنهم معلقون بأصبعه.
ولم ينته المعلم الشاب من خطابه حتى كان القوم قد خلعوا نفوسهم التي أضناها طول السفر، وأرمضها حر الصحراء، وأضعفها التردد والإحجام، ولبسوا نفوساً جديدة ماضية لا تعرف التردد، قوية لا تعرف التعب، مؤمنة بالظفر لا شك عندها فيه.
ولم ينته من خطابه حتى كان الجند الحجازيون قد وصلوا؛ فأطلق من فيه صرخة الحرب، وأغار كالقضاء النازل، ينشد أنشودة الموت والجند ومسلّحة القافلة من ورائه تردد النشيد فتميد له البيد. فلم تكن إلا جولة واحدة حتى آثر الحجازيون السلامة، ففروا لا يلوون على شيء. واستراحت القافلة حيناً ثم أخذت طريقها إلى دمشق يقدمها كليب «المعلم البطل».
* * *
كانت دمشق في زلزال شديد، وكان أهلها في هيجان واضطراب، ينتظرون المعركة الفاصلة بينهم وبين ابن الزبير، لينجو العالم الإسلامي من هذا الانقسام الذي ينكره الإسلام ويأباه أشد الإباء، ليعود إلى الوحدة التي جعلها أساس الحياة الدنيوية للمسلمين، كما جعل التوحيد أساس الدين.
ولكن أهل دمشق فزعون مشفقون على الخلافة الأموية أن تنهار وتتحطم، وهم بُناتها وحُماتها، يرقبون الأحداث ويتسقطون

اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست