اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 51
تجد الشاب ينظر الى الفتيات في الجامعة .. فإذ قلت له تب قال: إن شاء الله في الإجازة .. فتأتي الاجازات وتمر .. وهو لا يستطيع كف بصره عن النظر ..
نعم .. نجد الكثير من الناس يعيش منشغلا بجمع الحطام الفاني من الدنيا .. فإذا قلت له: تب .. قال: بعد أن أعمل لبناء مستقبلي .. فإذا انتهى من العمل لمستقبله قلت له: تب .. قال: وماذا عن مستقبل أولادي .. ؟! وبعدها يقول: انتظر قليلا .. ثم قليلا .. حتى يدخل القبر وبعده لم يتوب ..
إن الطغيان يورث طغيانا .. ومتابعة النفس تورث غضب الرحمن ..
ناج نفسك .. قل لها: يا نفس .. اما علمت .. أن الغد الذي جاء وصار يوما كان له حكم الأمس .. ألا فاعلمي أيتها النفس أن ما عجزت عنه اليوم .. فأنت عنه غدا أشد عجزا .. ومثاله يا نفس ـ لو أن رجلا أمر باقتلاع شجرة من أصولها وهو شاب راح يقتلعها فوجد العمل شاقا .. فقال لنفسه: لنسترح اليوم ثم نقطعها من الغد .. ثم الى الغد .. ثم الى العام القادم ..
فماذا يعمل العام القادم في الشجرة .. ؟! وماذا يعمل الزمن بقوته .. فبمرور الوقت تضعف قوته هو .. أما الشجرة .. فتزداد رسوخا وتشعبا في الأرض .. كذلك الشهوات .. فما لا تقدر عليه في الشباب لا تقدر عليه قط في المشيب .. فمن العناء رياضة الهرم .. ومن التعذيب تهذيب الذيب .. والقضيب الرطب يقبل الانحناء .. فإذا جفّ وطال عليه الزمان صعب عليه فعل ذلك ..
إذاً فالسبيل الأول للتوبة هو الوقوف مع النفس .. وقفة حقيقية .. مع الوعظ والتذكير .. وحضور مجالس العلم ..
اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 51