اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 50
يا نفس صبر ساعة .. ولا عذاب الأبد .. يا نفس هبّي الى الجد .. فإن قالت لك: في آخر العمر أتوب ـ وكثير من الشباب يقول: دعنا نستمتع بالشباب حتى إذا بلغنا المشيب تبنا كما تبتم ـ ولكن ـ اخي ـ ما يدريك أنك ستعيش .. من يعلم متى تموت .. ألديك صك بان تبلغ سن المشيب .. ألديك وعد بانك ستعيش وتبلغ من العمر ما بلغ أبوك وجدك ..
وإني ساءلك فمشدد عليك .. هب أن الجد في آخر العمر نافع .. وأنه موصل الى الدرجات العلى من الجنة ... أليس قد يكون اليوم آخر عمرك .. فماذا أنت فاعل إذا مت الآن .. وماذا أنت فاعل بين يدي الله غدا ...
وإذا هداك الله من الآن وعمّرت كما عمّروا ألست تكون أفضل الجميع منزلة وقربا من النبي المصطفى .. ألا بد أن تصحب الشيطان حينا .. وما يدريك أنك ستستطيع التخلص من حبائله إذا بلغت من العمر أرذله ..
ناج نفسك وقل لها: لم لا تشتغلين أيتها النفس بالإصلاح .. من ذا الذي أغراك بالإهمال إلا عدوك وعدوي .. يبغي ان كبنا على وجوهنا في النار .. وما يمنعك من الكبادة يا نفس .. ما باعثك على التسويف وحجتك في التأجيل .. أو ليس هذا إلا بسبب عجزك عن مخالفة شهواتك .. لما تظنين في المخالفة من التعب والمشقة ..
خوّف نفسك فقل لها .. يا نفس .. هل تنتظرين يوما يأتيك تستطيعين فيه مخالفة الشهوات .. ؟! أومعقول هذا .. ؟! أن يأتي يوم فيجدك وقد عفت الشهوات .. يجدك قادرة على مخالفة الشهوات .. يا نفس ما تخدعين إلا نفسك ..
إنّ هذا يوم لا يخلقه الله قط ..
لا تكون الجنة قط إلا محفوفة بالمكاره .. ولا تكون النار إلا محفوفة بالشهوات .. ولن تكون المكاره قط سهلة ميسورة عليك .. ولن تزهدي أبدا في الملذات والشهوات .. وهذه أحوال نعرفها بعقولنا ونراها بأعيننا ونحكم على أصحابها.
قل لنفسك: يا أنفس أما تتأملين منذ كم يوم تعدين .. ؟! منذ كم تقولين غدا .. غدا .... وقد جاء الغد وصار يوما .. فكيف وجدته .. ؟!
كثير من الناس يدخن .. فإذا قلت له: تب .. قال: إن شاء الله .. في رمضان أصوم عن السجاير طوال النهار .. فيصبح الأمر سهلا .. وجاء رمضان ثم مضى .. ولك يكف ..
اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 50