responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة القصائد الزهديات المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 530
وهَلْ سَنا الصبحِ وجُنحُ الدُّجَى ... لِخِلْقَةِ الأَضْدَادِ إلاَّ مِثَالْ
والظُّلَمُ الحُلْكُ على نُوْرِهَا ... تَدُلُّ والعُسْرُ بِيُسْرٍ يُدَالْ
والسَّيْفُ قَدْ يَصْدَأً في غِمْدِهِ ... ثُمَّ يُجَلِّيِ صَفْحَتَيْهِ الصِّقَالْ
والشمسُ بَعْدَ الغيمِ تُجْلَى كَمَا ... لِلْغَيْثِ مِن بَعْدِ القُنُوطِ انْهِمَالْ
والفرَجُ الموْهُوبُ تَجْرِي بِهِ ... لطَائِفٌ لَمْ تَجْرِ يَوْمًا بِبَالْ ...
فَصَابِرِ الدَّهْرَ بحَالَيْهِ مِن ... حُلْوٍ ومُرٍّ واعْتِدَا واعْتِدالْ
فَمَا لَهُ صَبْرٌ عَلَى حَالَةٍ ... وإنَّمَا الصَّبْرُ حُلِيُّ الرِجَالْ
ولا يَضِيُق صَدْرُكَ مِن أَزْمَةٍ ... ضَاقَتْ فَصُنْعُ اللهِ رَحْبُ المَجَال
وانْظُر بِلُطِف العقل كم كُرْبةٍ ... فَرَّجَهَا لُطْفٌ كَحَلِّ العِقالْ
وكِلْ إليْهِ كُلَّ حَاجٍ فَمَا ... لِذِي حجيً إلاَّ عَليْهِ اتْكَالْ
وكلّ بَدْءٍ فله غاية ... وغاية الخَطْب الشديدِ انحلالْ
وكل عَوْدٍ فله آية ... وآية العَقْل اعتبار المآل
وفي مآل الصَّبْر عُقْبى الرِّضَا ... من فَرَج يُدني وأَجْر يُنَال
عجبت للعبد الضعيف القُوَى ... يُغَرُّ بالرب الشديد المِحال
يَهْوِي مع الآمال مُسْتَرْسِلاً ... طلوع الهوى حيث أمالته مال
تخدعه النفس بتخييلها ... وهل خيال النفس إلا خَبال
يخال أن الأمر جارٍ عَلَى ... تدبيره هيهاتَ مما يَخَالْ
الخَلْق والأمر لمن لم يزل ... في مُلْكه المَلْك وما إن يَزَال
والفعل والترك دليل عَلَى ... مراده والكلُّ طوعُ انفعال
يعطِي فلا مَنْع ويقضِي فلا ... دَفْع ويُمضِي حكمه لا يُبال
يُدَبِّر الأمر فعن أمره ... تقدير ما في الكون سُفْلٍ وعال
يُضِل يَهْدي حكمة أنْفَذت ... فضلاً وعدلاً في هُدىً أو ضَلال

اسم الکتاب : مجموعة القصائد الزهديات المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 530
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست