responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع الناس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 113
وهو يعيش في جو مملوء بالمغريات الجنسية، وإذا سافر إلى بلاد الغرب رأى ما هو أشد إغراء؟
وليس البحث الآن في المسألة الجنسية لأسأل ماذا يصنع في هذه المدة، بل البحث في الزواج، فكيف يمكن أن يتزوج؟ لا سيما وأنه مضطر -بحكم هذا النظام- أن يبقى بلا كسب ولا مورد ويبقى عالة على أبيه حتى يبلغ الثلاثين، ويبقى بعد ذلك بضع سنين أخرى بطبيعة الحال كي يجمع تكاليف الزواج، فيصير عمره خمساً وثلاثين. ومن المشاهَد أن كثيراً من الذين يبقون بلا زواج إلى هذه السن لا يتزوجون أبداً، لأن الدافع إلى الزواج يضعف بعدها ونار الغريزة تخمد، والشباب يكون قد ولى.
فالسبب الأول -في رأيي- هو نظام التعليم. وقد كان من المعروف في دمشق من نصف قرن، لمّا كان أكثر الناس يشتغلون بالتجارة ولا يعرفون هذا التعليم الجامعي، أن الشاب إذا صار في العشرين صارت له دكان، وصار صاحب مورد ورب تجارة، وصار زوجاً وأباً وصاحب أسرة، وأن البنت إذا بلغت الرابعة عشرة تتزوج.
* * *
والسبب الثاني: هذه العادات الشنيعة في الزواج، العادات التي تخرّب بيت الأب وبيت الخاطب معاً، وليس فيها -كما قلت في الحديث الماضي- نفع لأحد، إنما هي للتفاخر أمام الناس وللتكاثر والتسابق إلى التبذير والسرف، من المباراة في زيادة المهور وشراء الجهاز الفخم الذي يشتمل على أشياء أكثرها

اسم الکتاب : مع الناس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست