اسم الکتاب : منطلقات طالب العلم المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 161
واشتغل بإصلاح باطنك، وتطهيره من الصفات الذميمة، كالحرص والحسد والرياء والعجب قبل إصلاح ظاهرك.
فإن لم تتفرغ من ذلك فلا تشتغل بفروض الكفايات، فإنَّ في الخلق كثيرًا يقومون بذلك، فإنَّ مُهْلك نفسه في طلب صلاح غيره سفيه، ومثله: مثل من دخلت العقارب تحت ثيابه، وهو يذب الذباب عن غيره.
فإن تفرغت من نفسك وتطهيرها ـ وما أبعد ذلك!! ـ فاشتغل بفروض الكفايات وراعِ التدرج في ذلك.
فابتدئ بكتاب الله عز وجل، ثم بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم بعلوم القرآن من التفسير، ومن ناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، إلى غير ذلك. وكذلك في السنة.
ثم اشتغل بالفروع، وأصول الفقه، وهكذا بقية العلوم على ما يتسع له العمر، ويساعد فيه الوقت.، ولا تستغرق عمرك في فن واحد منها طلباً للاستقصاء، فإنَّ العلم كثير، والعمر قصير، وهذه العلوم آلات يراد بها غيرها، وكل شيء يطلب لغيره فلا ينبغي أن ينسى فيه المطلوب ". (1)
فيا أيها المتفقه ـ حبيبي في الله ـ:
حصِّل أولاً ما يجب عليك عيناً، ثم تعال لنقول بعد ذلك: كيف تبدأ بعد تحصيل فرض العين في طلب العلم؟
(1) الموضع السابق.
اسم الکتاب : منطلقات طالب العلم المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 161