خمسة قساوسة
أشهر خمسة قساوسة إسلامهم بعد مناظرة استمرت ثلاثة أيام بينهم وبين جماعة من الدعاة المسلمين، وقد أشهروا إسلامهم في بور سودان، ومن الطريف أيضا أن أحد عشر قسيسا بالسودان قد أشهروا إسلامهم في الوقت الذي كانوا يقومون فيه بمحاولات التنصير [2].
إسلام البحار
أحد البحارة، كان يساعده في عمله بحار مسلم من اليمن، وأفنيا زهرة شبابهما في لجج البحار، وفي أثناء تلك الفترة كثيرا ما كان يرى هذا المسلم مداوما على صلاته وعبادته، وكان هو يسخر منه أحيانا، ويلمزه أحيانا أخرى .. ولكن المسلم استمر في عمله وعلاقته بربه، غير عابئ به، ما دام لم يحاول منعه من أداء فرائض دينه، وتمر الأيام وتشاء إرادة الله أن يكتنف الموج هذه السفينة الصغيرة، وتحتويها لججه العاتية، فيتيقن البحار ومن معه بالهلاك، ويلجأ إلى مساعده البحار المسلم بتضرع وخنوع ليصلي لله ركعات وقت الشدة، لأنه طالما كان معه في الرخاء، لعل الله ينقذهم مما هم فيه من البلاء، ويتجه البحار المسلم إلى ربه متضرعا أن ينقذهم مستعينا بآية طالما رددها في المواقف المماثلة مستشهدا بقوله تعالى {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} [النور: 40] وتشاء الأقدار فيتبدد الخطر بسكون البحر وهدوء أمواجه، وتنقشع الظلمات، ويلتفت هذا البحار إلى مساعده البحار المسلم ليبدأ معه حوار ظن مستوضحا عن نظر الإسلام في مثل هذه الظاهرة، فشرح له مدلول الآية، فوقف البحار واجما، وقال: هل كان محمد بحارا؟ قال مساعده: لا، قال: هل ركب البحر في حياته؟ قال: لا، قال: وكيف يأتي بمثل ذلك المشهد الذي لم أره متجليا في حياتي العامرة بخوض البحار إلا هذا اليوم الذي لم أجد القرآن يتحدث عنه من واقع المشاهدة؟ قال: هذا من أسرار عظمة الإسلام، وعالمية القرآن، وكان هذا المشهد مدخلا مباشرا لاعتناق هذا البحار الإسلام عن قناعة وفهم. [1] مجلة الدعوة: أكتوبر 1976، السر الخفي وراء إسلام هؤلاء (1/ 172). [2] صحيفة الرأي العام 25/ 12/ 1988، السر الخفي وراء إسلام هؤلاء (1/ 231).
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق المؤلف : ياسر عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 124