عباس - رضي الله عنه -: أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين - رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله في طولها، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي» الحديث.
فائدة: قال الباجي: [1] وقوله استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده يحتمل أمرين:
أحدهما: أنه أراد به إزالة النوم من الوجه.
والثاني: إزالة الكسل بمسح الوجه. ا. هـ.
وقال النووي في شرح مسلم: [2] قوله فجعل يمسح النوم عن وجهه معناه أثر النوم وفيه استحباب هذا. ا. هـ.
فائدة: استحب بعضهم السجود المفرد للدعاء، وإليك النقول قال في الباعث: [3] واغتر بعض الجهال المتعلمين منهم بقوله: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]. وظن أن هذا يقتضي عموم السجود في جميع الأوقات، وأن كل سجود على الإطلاق يحصل به التقرب من الله تعالى، وهو قرب الكرامة، واتعضد بما جاء قبل ذلك من التعجب والإنكار في قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى} [العلق: 9، 10]. وغفل عن السجود المقرب إلى الله تعالى هو السجود المأذون فيه، وهو المشروع لا كل [1] المنتقى شرح الموطأ 1/ 218. [2] شرح مسلم 6/ 46. [3] الباعث على إنكار البدع والحوادث ص 29.