responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 215
تتركنا هنا؟ قال: لله. قالت: إذن رضيت.
أين هذا من موقفنا نحن؟ فأين نحن من الذين على ربهم يتوكلون؟
* * *
وهل تعرفون ما هو التوكل؟ لا؛ ليس كما يقول متأخرو الصوفية الذين يدّعون أن المتوكل يقعد بلا عمل وينتظر الرزق أو يمشي في البرّية بلا رفيق ولا زاد! لا، ليس التوكل بترك الأسباب. وعمر بن الخطّاب -وهو أعرف من هؤلاء بالدين وأتقى لله منهم- قال: «لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهمّ ارزقني، فإن السماء لا تُمطر ذهباً ولا فضة، ولكن الله يرزق الناس بعضَهم من بعض».
الله وضع لهذا الكون نواميس وسنناً، وسننُ الله لا تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً، فالذي يخالفها لا يُكتب له الفلاح. الزارع إذا لم يحرث الأرض ويبذر البذر لا يحصد الثمرة، ولو قال أنا متوكل على الله، لأنه خالف سنن الله ولم يفهم حقيقة التوكل. والتلميذ الذي يلعب السنةَ كلها ولا يدرس، إذا دخل الامتحان يسقط ولو ادّعى التوكل. والمرأة إذا أرادت أن تنظّف الثياب الوسخة فكوّمتها في الحمام وتركتها كما هي وقالت توكلت على الله، فإنها لا تتنظف ولا تُغسَل.
فماذا نصنع إذن؟ وكيف يكون التوكل؟
الله -يا سادة- جعل لكل شيء سبباً، فعلينا أن نتخذ الأسباب، ولكن علينا أن نعتقد أن السبب وحده لا يكفي. فالذي

اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست