responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 154
إلا من قريب. فلما عرفناه حسبنا أننا نحن طيّرنا الطيارة، وأننا نحن خلقنا البنسلين، وأننا نحن سيّرنا الصاروخ، وأننا نحن وضعنا هذه القوة العظيمة في الذرة الصغيرة!
الله أودع في الكون هذه الأسرار من يوم خلق العالم، وقال لنا: فكروا واعملوا بعقولكم وابحثوا عن هذه الأسرار. فلما فكرنا ووقفنا على بعضها لم نحمد الله لأنه وضعها لنا ووفقنا إلى اكتشافها، بل جحَدْنا بها فضلَ ربنا وكدنا نكفر بديننا!
* * *
إن هذه المخترعات تزيد الإيمان بالله ولا تنقصه. كفار قريش وكبار عقلائهم لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إنه ذهب من مكة إلى القدس ورجع في ليلة واحدة كذّبوه ولم يستطيعوا أن يصدقوا أن هذا الأمر ممكن. وأجهل رجل اليوم لو قلت له: "أنا ذاهب إلى الشام وأعود غداً" لقال لك: "مع السلامة"، وما تعجّب ولا اندهش.
لم يعد يكذّب أحدٌ بمعجزة الإسراء لأن اختراع الطيارة قوى إيماننا بها.
والذين كانوا يسمعون أن اليد تنطق والرجل تنطق يوم القيامة كانوا يشكّون في هذا ويقولون: كيف تنطق اليد؟ وهل لليد لسان؟ فلما رأوا شريط التسجيل ينطق وأسطوانة الحاكي تنطق علموا أن الله الذي أنطق الشريط والأسطوانة في الدنيا قادر على أن يُنطق اليدَ والرجل في الآخرة، فزالت شكوكهم وقوي إيمانهم.
يا سادة، إن البشر كلما ازداد علمهم بأسرار هذه الطبيعة

اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست