اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 75
وقِيَمه، ولذلك كان لا بدَّ من غرس الشجاعة منذ الطفولة في نفوس الأبناء لإعدادهم للجهاد.
وإن شدة التعلق بالدنيا وزينتها تنقلب على صاحبها داعية إياه إلى التخوف على مصالحه، والجبن عن خوض الغمار، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الولد مبخلة مجبنة» [1] والفرق بين نفسية الشجاع والجبان ملحوظ وظاهر وفي ذلك يقول ابن القيم: (.. فإن الشجاع منشرح الصدر .. والجبان أضيق الناس صدرًا، وأحصرهم قلبًا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا نعيم؛ إلا من جنس ما للحيوان البهيمي) [2].
ومن يتصدَّى لإمرة الناس وقيادتهم يجب أن يكون قدوة في شجاعته، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - «أحسن الناس، وأشجع الناس، وأجود الناس» [3].
ويقول: «لو كان لي عدد هذه العِضَاهِ نَعَمًا لقسمتُه بينكم، ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذوبًا ولا جبانًا» [4].
وفي فوائد الحديث يقول ابن حجر: (وفيه ذم الخصال المذكورة وهي البخل والكذب والجبن، وأن إمام المسلمين لا يصلح أن يكون فيه خصلة منها) [5]، والجنود يفخرون بشجاعة قائدهم، ويزدادون إقدامًا، لذلك قال البراء في حديثه عن يوم حُنين: (كنا والله إذا احمرَّ البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به) [6] لما كانوا يرون من شجاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [1] صحيح سنن ابن ماجه للألباني - كتاب الأدب - باب 3 - الحديث 2957/ 3666 (صحيح). [2] زاد المعاد 1/ 187. [3] صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب 24 الحديث 2820. [4] صحيح البخاري - كتاب الجهاد باب 24 الحديث 2821، وتكرر برقم 3148. [5] فتح الباري 6/ 254 - كتاب فرض الخمس - باب 19 في شرح الحديث 3148. [6] صحيح مسلم - كتاب الجهاد - الحديث 79.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 75