responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 74
ولا يمكن أن يعتمد على النفعيين والمنافقين؛ لأنهم يفتقدون حرارة الحرص ودافعية الاهتمام، لذلك وصفهم أبو طلحة يوم أُحُد بقوله: (.. والطائفة الأخرى المنافقون، ليس لهم همٌّ إلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعبه، وأخذ له للحق) [1].
إن أصحاب المروءة من أبناء الجاهلية يتعايَرون بالجبن، ويتفاخرون بالشجاعة، ويمثل هذا المعنى الحوار الذي دار بين أبي جهل وعتبة بن ربيعة يوم بدر، حيث قال عتبة: (يا قوم، إني أرى قومًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم، اعصبوها اليوم برأسي، وقولا جبن عتبة بن ربيعة - وقد علمتُم أني لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا؟! والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته، قد ملأت رئتك جوفك رعبًا، فقال عتبة: إياي تعير يا مُصفِّر استه؟! ستعلم اليوم أينا الجبان) [2].
ولأن الجبن شر فقد استعاذ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم إني أعوذ بك من الجبن ..» [3]، ولقد اعتبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شر صفات الرجال: «شر ما في رجل: شُح هالع، وجبن خالع ..» [4]، ومثل هذا الجبن الذي يخلع القلوب إنما ينشأ من طبيعة التربية وآثار البيئة، وأمثال المجتمع

[1] صحيح سنن الترمذي للألباني - كتاب التفسير: آل عمران - الحديث 2406/ 3208 (صحيح).
[2] مسند أحمد 1/ 117، وعن بلوغ الأماني 20/ 32: (قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير حارثة بن مضرب وهو ثقة).
[3] صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب 25 - الحديث 2822.
[4] صحيح سنن أبي داود للألباني - كتاب الجهاد - باب 22 - الحديث 2192/ 2511 (صحيح).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست