اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 439
«من تعمد عليّ كذبًا فليتبوّأ مقعده من النار» [1].
ومما يدل على مزيد احتياطهم في نقل حديث رسول الله ألا يزيدوا أو ينقصوا: ذلك الموقف الذي رواه مسلم، حيث حدَّث بُشير العدوي بحضرة ابن عباس، وابن عباس لا يأبه به، ولا يبالي بحديثه، ولا ينظر إليه، فقال بُشَير: (يا ابن عباس! مالي لا أراك تسمع لحديثي. أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بأسماعنا، فلما ركب الناس الصّعب والذّلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف) [2] أي لما أصبح الناس يتحدثون في الأمور الصعبة والسهلة، ولا يبالون ولا يحترزون من الوقوع في الخطأ، أصبحنا نحترز من التلقي عن أي كان.
فليحذر الذين يبادرون إلى الفتوى بغير علم من الكذب على دين الله، وليحذر الذين يشيعون الأحاديث المنكرة والموضوعة من المشاركة في الكذب على رسول الله. ولقول المرء: لا أدري - وإن قسا على نفسه - أهون له من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولكي تكون حياتك كلها صدقًا، ولتحشر مع الصديقين، فاجعل مدخلك صدقًا، ومخرجك صدقًا، وليكن لسانك لسان صدق، لعل الله يرزقك قدم صدق، ومقعد صدق، ولا تترك فرصة للشيطان ليستدرجك بالاستكثار من المعاريض، فالصدق صراحة [1] أخرجه مسلم والترمذي (جامع الأصول 10/ 610 - الحديث 8204). [2] أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح ص 13 (جامع الأصول 10/ 612 - الحديث 8208).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 439