responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 394
والتؤدة، والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة» [1].
وحين نستنكر الغلو، فإننا ننكر الإفراط بشدة الإقبال والالتزام المفضي إلى الترك، أو الملل أو الخروج عن القصد، بسبب المبالغة في النوافل، أو العمل على جهل وغفلة، كما ننكر التفريط والتهاون بشدة التكاسل والتقصير والإعراض والانفلات، ولكن الثاني تستنكره الطباع السليمة عادة، أما الأول فهو الذي يغتر به النغترون، ويلتبس على كثير من الناس، وهو الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هلك المتنطعون» [2]، وحذر منه بقوله: «يا أيها الناس، إيَّاكم والغلو في الدين؛ فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» [3]، قال القرطبي في الخوارج: (لما حكموا بكفر من خالفهم، استباحوا دماءهم، وتركوا أهل الذمة، فقالوا: نفي لهم بعهدهم، وتركوا قتال المشركين، واشتغلوا بقتال المسلمين، وهذا كله من آثار عبادة الجهال، الذين لم تنشرح صدورهم بنور العلم، ولم يتمسكوا بحبل وثيق من العلم ..) [4].

[1] صحيح الجامع - الحديث 3692 (حسن) عن عبد لله بن سرجس مرفوعاً. ونقل الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي في حاشية الموطأ قول الباجي: (يريد أن هذه من أخلاق الأنبياء وصفاتهم التي طبعوا عليها وأمروا بها، وجبلوا على التزامها - قال: ونعتقد هذه التجزئة ولا ندري وجهها، يعني لأن ذلك من علوم النبوة فطريق معرفة ذلك بالرأي والاستنباط مسدود).
[2] صحيح مسلم - كتاب العلم - باب 4 - الحديث 2670 (شرح النووي 16/ 461).
[3] صحيح سنن ابن ماجه للألباني - كتاب المناسك - باب 63 - الحديث 2455/ 3029 (صحيح).
[4] نقلاً عن فتح الباري 12/ 301 - النرتدين - باب 7 - وعزاه ابن حجر إلى كتاب المفهم للقرطبي.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست