اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 365
له الدنيا» [1]، ولماذا يحزن المرء على شيء فاته من الدنيا، إذا اطمأن أنه من المفلحين؟ «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه» [2]؟ وكيف يلهث طامعًا إذا علم بخطر ذلك على عاقبته، إن لم يؤد حقَّه؟: «الأكثرون هم الأسفلون، إلا من قال هكذا، وهكذا، وهكذا» [3].
وما فائدة الاستكثار والكنز إذا كانت احتياجات المرء محدودة بضرورات معينة؟: «وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت أو أكلت فأفنيت أو ليست فأبليت؟!» [4].
والخلل في قناعة المسلم قد ينشأ عن اهتزاز بعض مفاهيمه الإيمانية، من الرضا بالقدر، في العسر واليسر، لذلك كان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: «.. وأسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء» [5].
وفي دعاء الاستخارة: «.. واقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به» [6]، ومن دواعي الرضا بالتفكير بالأجر، كما في الحديث: «لو تعلمون ما لكم عند الله، لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة» [7]، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لو تعلمون ما ادُّخِر لكم، ما حزنتم [1] صحيح سنن الترمذي - كتاب الزهد - باب 21 - الحديث 1913/ 2463 (حسن). [2] صحيح مسلم - كتاب الزكاة - باب 43 - الحديث 1054. [3] صحيح سنن ابن ماجه - كتاب الزهد - باب 8 - الحديث 3333/ 4131 (حسن صحيح). [4] صحيح سنن الترمذي - كتاب الزهد - باب 21 - الحديث 1909/ 2459 (صحيح). [5] صحيح سنن النسائي - كتاب السهو - باب 62 - الحديث 1238 (صحيح). [6] صحيح البخاري - كتاب التوحيد - باب 10 - الحديث 7390. [7] صحيح الجامع - الحديث 5265 (صحيح).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 365