اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 228
أحسن الناس أن تحسنوا، وإذا أساؤوا أن تتجنبوا إساءتهم ([1]، وكذلك وطنوا أنفسكم ألا يفتتن بكم إمعة من الرعاع، وألا يتخذكم غيركم رأسًا في الضلال، يقول ابن العربي في شرح قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة» [2]: (وإنما جعلها أعظم من الإمام؛ لأن متعلقاتها من المغرور به أكثر، ففحشت بكثرتها) [3].
والرأس في الخير لا بد أن يقدم رأسه ثمنًا لرياسته، وأن يهون في نظره كل شيء في سبيل ثباته في مواقف الابتلاء، وقد سُجن البويطي - خليفة الشافعي - في فتنة خلق القرآن وقُيِّد بالسلاسل والأغلال، ولم يقبل أن ينطق بغير الحق ولو همسًا وهو يقول:) إنه يقتدي بي مائة ألف، ولأموتن في حديدي هذا؛ حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم ([4].
فعسى إن كنا على مستوى حسن الأسوة والتأسي، أن يجعلنا الله أئمة ويجعلنا الوارثين، ويُمكِّن لنا في الأرض، ويجعلنا للمتقين إمامًا.
خلاصة هذا الفصل وعناصره:
- عباد الرحمن يتطلعون لأن يكونوا للمتقين إمامًا. [1] مشكاة المصابيح 3/ 1418 صححه الألباني موقوفًا على ابن مسعود. [2] أخرجه الترمذي (جامع الأصول 11/ 747 برقم 9444) وحسنه الترمذي، وضعفه الأرناؤوط وقال: لبضع فقراته شواهد. [3] عارضة الأحوذي 9/ 42. [4] طبقات الشافعية 1/ 275 من ترجمة يوسف بن يحيى البويطي.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 228