اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 227
على الحصير حتى يؤثر في جنبه [1]، وهكذا كان حال الصالحين الذين يعدُّون الإمارة مغرمًا لا مغنمًا.
وكما تكون الإمامة والأسوة في الخير، فهنالك (أئمة يدعون إلى النّار) أي قدوة للضلال [2]، وكلا الطريقين متاح، فهل تكون أسوة هدى، أم قدوة ضلال؟
لقد كان الحرص على حسن الأسوة، والحذر من الميل عمّا كان عليه حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يدفع رجلًا مثل أبي بكر - رضي الله عنه - ليقول: (إني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ) [3]، وإن من سار في طريق المجاهدة لا يرتضي لنفسه أن يكون من الخلوف، الذين وصفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنهم: «يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون» [4]، وإنما يحرص على أن يكون من أتباع النبي الذين وُصفوا بأنهم: (يأخذون بسنته ويقتدون بأمره) [5]، وكما يقول مالك بن دينار: «إن العالم إذا لم يعمل بعلمه، زلَّت موعظته عن القلوب؛ كما يزلُّ القطر عن الصخرة الصماء» [6].
ولا يليق بصاحب خلق (حسن الأسوة) أن يكون إمَّعة يسيء مع المسيئين، فقد روي عن ابن مسعود قوله:) وطّنوا أنفسكم: إن [1] صحيح البخاري - كتاب المظالم - باب 25 - الحديث 2468 (الفتح 5/ 116). [2] كما في تفسير الألوسي 2/ 83 سورة القصص - الآية 41. [3] صحيح البخاري - كتاب فرض الخمس - باب 1 الحديث 3093 (فتح الباري 6/ 197). [4] أخرجه مسلم (جامع الأصول 1/ 326) الحديث 108. [5] نفس المرجع السابق. [6] عن ممرات الحق (2/ 300).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 227