responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 186
مصطفى السباعي رحمه الله -: (لقد مرَّت بنا فترات كانت فيها أعصاب الشباب تدفعنا إلى اتهام خصومنا في الرأي، فاللَّهم نشهدك أنا رأينا بأعيننا خطأ ما فعلنا ولمسنا بأيدينا نتيجة ما أفرطنا) [1]، وتلك الصراحة ترفع صاحبها في نظر الناس وتزيدهم ثقة به.
ويجب أن نكون عونًا للناس على أن يصارحوا، فلا نشدد النكير عليهم إن أظهروا من أنفسهم ضعفًا، ففي قصة المرأة التي جاءت تصارح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، طالبة الطلاق من زوجها - مدعية عدم قدرته على القيام بحقها - قائلة: (ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهُدْبة - لهُدْبة أخذتها من جلبابها - وما يزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التبسم) [2]، فاحترم صراحتها، وقضى قضاءه بصراحة أيضًا.
ومن صور الصراحة الصادقة: موقف بشير بن الخصاصية - رضي الله عنه -، حين جاء يعاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أعمال من الإسلام، فوافق على كل شيء إلا الزكاة والجهاد، وكان من قوله: (أما الجهاد: فإني رجل جبان، وأخاف إن حضر القتال، أن أخشع بنفسي فأفر، فأبوء بغضب من الله)، فلما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا بشير، لا صدقة ولا جهاد فبم إذًا تدخل الجنة؟» [3]، بايعه على كل شيء، ولم يُعلِّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صراحته تلك، ووصفه نفسه بالجبن، بما يجرحه أو يؤذيه.
كم تخسر من الأصحاب بسبب عدم الوضوح والصراحة!
يقول علي - رضي الله عنه -: (لا تقطع أخاك عن ارتياب، ولا تهجره دون

[1] أخلاقنا الاجتماعية - ص 65.
[2] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب 68 - الحديث 6084 (الفتح 10/ 502).
[3] عن حياة الصحابة 1/ 240 - 241: وأخرجه أحمد 5/ 224، ورجاله موثقون - كما قال الهيثمي -.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست