اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 143
في أحكام القرآن: (إذا جاء السائل عن مسألة فوجدتم له مخلصًا فيها فلا تسألوه عن شيء، وإن لم تجدوا له مخلصًا فحينئذٍ اسألوه عن تصرف أحواله وأقواله ونيته عسى أن يكون له مخلص) [1].
وقد وصف ابن مسعود - رضي الله عنه - جيلَ الصحابة بأنهم تميزوا بالبعد عن التكلف، والعمل بما تيسر (.. أفضل هذه الأمة: أبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلُّفًا) [2].
والتيسير خير، وثمارُه بركة، ولذلك أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الخيرية والبركة في المرأة التي اتصفت بـ تيسير خطبتها وتيسير صداقها» [3]، وفي رواية: «خير النكاح أيسره» [4]، لكي يميل الناس إلى البساطة، وعدم المبالغة في المهور والأفراح؛ بما يُرهِق الراغبين في العفَّة، ويسد أبواب التحصين، ويفتح أبواب الانحراف.
وبعض الناس قد يشق على نفسه بالأخذ بالعزيمة؛ حيث تُباح له الرخصة، وبالمبالغة في نوافل الطاعات، ثم قد ينفرط حبله، وتملُّ نفسه، وتفتر همَّته، ولا يدوم على عمله هذا، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة، وخير دينكم اليسرة» [5]، وفي [1] أحكام القرآن للقرطبي 4/ 163. [2] إغاثة اللهفان 1/ 159. [3] مسند أحمد 6/ 77 وطرفه: "إن من يمن المرأة .. "، وحسنه الألباني في صحيح الجامع /2235. [4] صحيح سنن أبي داود - كتاب النكاح - باب 32 - الحديث 1859/ 2117 (صحيح). [5] عن فتح الباري 1/ 94 وبعضه عند أحمد 4/ 337 وحسنه الألباني في صحيح الجامع /2311.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 143