اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 106
مسيئهم» [1].
وهذا ما وصفت به السيدة عائشة رضي الله عنها خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (.. ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح) [2]، وجاء وصفه في التوراة هكذا، كما في رواية البخاري [3].
ومن صور الدفع بالأحسن أن تقابل المسيء بالدعاء له، وبهذا فسر أنس قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}؛ حيث قال: (يقول الرجل لأخيه ما ليس فيه، فيقول له: إن كنت كاذبًا، فإني أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقًا فإني أسأل الله أن يغفر لي) [4]، حتى إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استنكر على مَن قال لفاعل كبيرة: (أخزاك الله)، رغم شناعة فعله، وقال: «لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا رحمك الله» [5].
ولو كان كل إنسان سيقابل أخاه بمثل شرِّه لتخلي الناس عن خصال الخير، وغدوا في غابة لا ضابط لها ولا رابط، خاصة وأن صور الإساءة قد تغري بالدفع بمثلها - على أقل الأحوال - وقد جاء صحابي يشكو: (يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام، أصل ويقطعون، وأعفو ويظلمون، وأُحسِن ويسيئون، أفاكافئهم؟ قال: «لا، إذًا تتركون [1] صحيح البخاري - كتاب الجمعة - باب 29 - الحديث 927 (فتح الباري 2/ 404). [2] صحيح سنن الترمذي للألباني - كتاب البر - باب 68 - الحديث 1640/ 2102 (صحيح). [3] صحيح البخاري - التفسير - سورة 48 - باب 3 - الحديث 3838 (فتح الباري 8/ 585). [4] تفسير المراغي 18/ 54، عند شرحه للآية 96 من (سورة المؤمنون). [5] مسند أحمد 2/ 300، ورواه البخاري في الحدود باب 5 - الحديث 6781 (الفتح 12/ 75).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 106