اسم الکتاب : نظرات في التربية الإيمانية المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 87
ليست الوسائل السابقة هي فقط التي تستثير المشاعر وتحفزها للقيام بالعمل الصالح، فهناك وسائل أخري كالصوت المؤثر، والإشارة باليد، والقَسَم، والمسابقات التنافسية، ولكننا - بفضل الله - اخترنا في هذه الصفحات أكثرها تأثيرًا وأيسرها استخدامًا.
كلمة أخيرة عن وسائل التحفيز
كما ذكرنا من قبل بأن علينا الاجتهاد في استثارة مشاعرنا وتحفيز أنفسنا قبل القيام بالعمل حتى يزداد نفعه في زيادة الإيمان وتحسين السلوك، ولقد تم ذِكر العديد من وسائل التحفيز ..
نعم، هناك بعض الصعوبة في استخدام كل هذه الوسائل للمرء مع نفسه، فبعضها يكون أكثر نفعًا عند توجيه الآخرين وتحفيزهم للقيام بعمل ما، ومع ذلك فمن الممكن استخدام الكثير منها مع أنفسنا.
فقبل القيام بالعمل أسأل نفسي: لماذا أقوم بهذا العمل؟ وأبدأ بالجواب من خلال:
- تذكير النفس بأن هذا العمل قربة إلى الله وابتغاء مرضاته.
- وتذكير النفس بفضل هذا العمل.
- وأذكرها كذلك بأهمية القيام به.
- وأخوفها من عاقبة تركه.
- وأحاورها وأعرض عليها منافع القيام به، وأضرار تركه التي قد تصيبني.
- وأذكرها بالمواقف الإيجابية السابقة التي قمت فيها - بفضل الله - بأداء هذا العمل وغيره رغم الصعوبات التي واجهتني.
- وأشجع نفسي بمثل: هيا يا بطل .. هيا قم إلى العمل لعل الله عز وجل يختارك لنفع الأمة وتكون من السابقين في الدنيا والمقربين في الآخرة ..
- وأحاول تذكيرها ببعض القدوات التي تعرفها والتي تقوم بهذا العمل وغيره.
- وأقرأ قصة لها ارتباط بالعمل.
أما في حالة توجيه الآخرين فعلينا إضافة بقية الوسائل الأخرى.
الوصول للهدف هو الغاية
الهدف الذي نريده من طرح هذا الموضوع هو الاجتهاد في استثارة مشاعر الرغبة للقيام بالعمل، فإن تحققت هذه الاستثارة بوسيلة أو اثنتين فبها ونعمت، وإن لم تحدث فعلينا استخدام المزيد من الوسائل حتى نصل للهدف ..
وكما قيل سابقًا بأنه كلما كان العمل المراد القيام به كبيرًا، وشاقًا على النفس كان من المناسب استخدام العديد من الوسائل.
أهمية التدريب على تحفيز المشاعر قبل القيام بالعمل
لكي نكتسب هذه المهارة بإذن الله، ولكي يتم تحفيز واستثارة المشاعر قبل القيام بالعمل بصورة تلقائية فإن الأمر يحتاج إلى تدريب طويل، بأن يتخيل المرء أنه سيبدأ عمل ما فكيف يُحفِّز نفسه للقيام به؟! وحبذا لو تم القيام بجزء من هذا التدريب أمام الآخرين - كالزوجة أو الأصدقاء - حتى يقوموا بتقييم طريقتنا في التحفيز.
ومن أمثلة الأعمال التي يمكن للفرد التدريب عليها:
التبكير للصلاة - قراءة القرآن بتدبر - صلاة الفجر - قيام الليل - الإنفاق - الدعوة إلى الله - صلة الأرحام - العفو والصفح - الإصلاح بين متخاصمين، مساعدة محتاج.
وإليك - أخي القارئ - مثالًا عمليًا لتحفيز المشاعر لأحد هذه الأعمال وهو قراءة القرآن بتدبر، فقبل شروعي في القراءة عليَّ أن أسأل نفسي: لماذا تريد قراءة القرآن؟
وأجيب عليها بأن القرآن كلام الله، وأنه من أعظم السبل لنيل مرضاته، وأن هذا القرآن فيه شفاء لأمراض قلبي، وهو من أهم أسباب زيادة الإيمان، والقرب من الله عز وجل، وهو أيضًا له مثوبة عظيمة.
وأن هذا القرآن هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض، مَن تمسَّك به نجا - بإذن الله - من الفتن، وعاش سعيدًا في الدارين ..
وأخوفها من هجر القرآن، وأن من أهم صور هجره: ترك تدبره وتفهّم آياته ..
وأذكرها بأوقات سابقة ترنمت بالقرآن واستخرجت منه معانٍ عظيمة كان لها بالغ الأثر في التغيير الإيجابي لسلوكي ..
وأقول لنفسي مشجعًا: إن جيل التمكين جيلٌ قرآنيٌّ، فهيا لنكون من أبنائه.
اسم الکتاب : نظرات في التربية الإيمانية المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 87