responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في التربية الإيمانية المؤلف : مجدي الهلالي    الجزء : 1  صفحة : 43
ومن أهم خصائص القلب أنه مَجمع المشاعر داخل الإنسان .. مشاعر الحب والشوق، والرغبة والرهبة، والطمأنينة، والاشمئزاز، والجزع والهلع، والرعب، والغيظ، والرأفة والرحمة، والوجل والسكينة ... .
{سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال: 12].
{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الزمر: 45].
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 4].
{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً} [الحديد: 27].
{لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [آل عمران: 156].
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: [2]].
{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 15].
معنى ذلك أن الدافع والمُحرك للسلوك الإرادي هي المشاعر.

الإيمان والمشاعر:
ولأن الإيمان محله القلب، والقلب هو مجمع المشاعر داخل الإنسان، فالإيمان - إذن - محله المشاعر:
- {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4].
- {فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 54].
- {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7].
ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تؤكد هذا المعنى:
«ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يُحب المرء لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُلقى في النار» [1].
وقوله: «أوثق عُرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله» [2].
فالإيمان - إذن - هو الذي يوجه المشاعر، ومن ثَمَّ السلوك، مع الأخذ في الاعتبار أن الهوى أيضًا له دور بارز في توجيه المشاعر، ولكن ما هو الهوى؟

الهوى والمشاعر:
من تعريفات النفس أنها مَجمع الشهوات والغرائز داخل الإنسان، والهوى هو ما تميل إليه النفس. والنفس تهوى الراحة وتكره التكليف، تُحب الظهور والمدح، وتكره النقد والذم، تُحب الاستمتاع بالشهوات، وتضيق بمنعها، ترغب في الانتصار لرأيها، وتنفر ممن يُخالفها.
هذه الأهواء لا يُمكن التعبير عنها على أرض الواقع إلا من خلال القلب، لأنه هو مركز الإرادة، لذلك فهي تعمل على السيطرة عليه، والتمكُّن من المشاعر لتستطيع من خلالها تنفيذ ما تُريده وتهواه.

الصراع بين الإيمان والهوى:
الإيمان محله المشاعر، والهوى كذلك. والمشاعر هي الدافع الأساسي للسلوك الإرادي، فلمن تكون الغلبة على المشاعر؟ ومن الذي يستطيع الاستئثار بها: الإيمان أم الهوى؟
الإجابة عن هذا السؤال يُحددها قوة أحدهما عند القيام بالأعمال المختلفة، فعلى سبيل المثال:

[1] متفق عليه، أخرجه البخاري (1/ 14، برقم 16)، ومسلم (1/ 67، رقم 43).
[2] حديث صحيح: أخرجه الطبراني (11/ 215، رقم 11537). والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 70، رقم 9513)، وقال الشيخ الألباني في صحيح الجامع: صحيح، رقم: (2539).
اسم الکتاب : نظرات في التربية الإيمانية المؤلف : مجدي الهلالي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست