ويعود السبب في ذلك كله؛ لشدة الفقر المنتشر بين تلك القبائل والجهل بأحكام الدين، وضعف السلطة الموجودة آنذاك وإهمالها، فلا يوجد من يضرب على أيدي المجرمين في قطاع الطرق، ويحمي الأمن ويقيم الحدود كما كانت الرذيلة، والفواحش وتعاطي المسكرات منتشرة في بعض بلدان الحجاز نتيجة قلة الوازع الديني، وضعف السلطة وإهمالها، وغياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث لم يكن هناك من يمنعها أو يسعى في إبطالها وتطهير هذه البلاد المقدسة منها.
أما في إقليم الإحساء، فكانت الفوضى سائدة، وكل قبيلة من القبائل في هذا الإقليم تغير على الأخرى، وكانت العصابات تغير على الحملات التجارية التي تأتي من وإلى هذا الإقليم؛ لتأخذ ما معها من أموال أو أرزاق، ولا يحميها من هذه الغارات إلا أن تدفع مبلغًا من المال إتاوة لكل قبيلة تمر بأراضيها حتى تسلمها للقبيلة الأخرى المجاورة، وهكذا حتى تعود سالمة بعد أن تدفع الأموال لتلك القبائل مقابل الحماية من اللصوص، وقطاع الطرق من أفراد تلك القبائل.
ولم يكن الوضع في جنوب شبه الجزيرة بأفضل من سابقه حيث كانت الإمارات التي تعاقبت على إقليمي عسير وجازان ضعيفة، وكانت غير قادرة على ضبط تصرفات أفراد القبائل، وكان الجهل والفقر الشديدان من أسباب انتشار الفوضى والجرائم، والمنكرات في العقائد والسلوك.
وعمومًا فإن الوضع في كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية قبل توحيد المملكة العربية السعودية سيئ للغاية حيث كان الأمن مضطربًا، والجهل والفقر والمرض متفشيًا في أبناء تلك البلاد.