responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 28
- مشاركة النساء والأبناء في القتال، وبذلك يتضاعف عدد المقاتلين استخدام المدافعين أسلحة لها أثر في صفوف الأعداء، مثل الأحجار وغيرها، وتكون إصابة المهاجمين في متناولهم [1] ومن الواضح: أن الرسول صلى الله عليه وسلم، عوَّد أصحابه على التصريح بآرائهم عند مشاورته لهم؛ حتىَّ ولو خالفت رأيه، فهو إنّما يشاورهم فيما لا نصَّ فيه، تعويداً لهم على التفكير في الأمور العامّة، ومعالجة مشكلات الأمّة، فلا فائدة من المشورة إذا لم تقترن بحرية إبداء الرّأي، ولم يحدث أن لام الرّسول صلى الله عليه وسلم أحداً، لأنه أخطأ في اجتهاده، ولم يوفَّق في رأيه، وكذلك فإن الأخذ بالشورى ملزم للإمام، فلابَّد أن يُطبَّق الرسول صلى الله عليه وسلم التوجيه القرآني "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران، آية: 159) لتعتاد الأمة على ممارسة الشورى، وهنا يظهر الوعي السياسي عند الصحابة رضي الله عنهم فزعم أن لهم إبداء الرّأي، إلا أن ليس لهم فرضه على القائد فحسبهم أن يبينوا رأيهم ويتركوا للقائد حرية اختيار ما يترجَّح لديه من الآراء، فلمّا رأوا أنهم ألحوا في الخروج وأن الرسول صلى الله عليه وسلم عزم على الخروج بسبب إلحاحهم، عادوا فاعتذروا إليه، لكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علمّهم درساً آخر هو من صفات القيادة الناجحة، وهو عدم الترد بعد العزيمة والشروع في التنفيذ، فإن ذلك يزعزع الثقة بها ويغرس الفوضى بين الأتباع [2].

[1] القيادة العسكرية للرشيد ص 374.
[2] السيرة النبوية الصحيحة د. أكرم العمري (2/ 380).
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست