responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
وفي المساواة في سلطة القضاء نجد أن الفصل بين السلطات كان قائماً في نظام الحكم الإسلامي على أوسع نطاق, فالحاكم قد يقف أمام قاضى معين من قبله إذا اقتضى الأمر ذلك, كوقوف علي بن أبي طالب عند القاضي شريح بن هانئ عندما وجد درعه الذي فقده في معركة صفين عند يهودي, فيجلس بجانب اليهودي, مقابل القاضي, والأخير يدير الجلسة وأمامه الحاكم والمحكوم سواء [1]. وكان حرص النبي صلى الله عليه وسلم في تطبيق مبدأ المساواة واضحاً , فعن عائشة رضي الله عنها أن قريشاً أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت, فقالوا من يكلم رسول الله, صلَّى الله عليه وسلَّم, ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم, فكلم رسول الله صلى الله عليه وسَلَّمَ, فقال: أتشفع في حد من حدود الله, ثم قام فخطب, فقال: يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم, أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه. وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد, وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سرقت لقطع محمد يدها [2].
ونص عمر بن الخطاب ((رضي الله عنه)) في رسالته لأبي موسي الأشعري واضح: أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة , فافهم إذا أدلى إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له, آس بين الناس في مجلسك, ووجهك وعدلك, حتى لا يطمع شريف في حيفك, ولا يخاف ضعيف جورك, البينة على من ادعى, واليمين على من أنكر, الصلح جائز بين المسلمين. إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالا, لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك, وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق, وإن الحق لا يبطله شيء , ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل, الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك [3].
* وفي المساواة في التوظيف والعمل العام:

[1] - الأحكام السلطانية , أبو يعلى الفراء ص 66.
[2] - فتح الباري بشرح صحيح البخاري (12\ 106).
[3] - سنن الدارقطنى (3\ 447).
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست