اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 9
والحكم في نظر الإسلام مسؤولية، لم يُشْرع إلا لتحقيق أهداف ولذا كان من الواجبات الملقاة على عاتق الحاكم, وهي حق من حقوق لرعيته والسعي إلى تحقيق مقاصد الحكم وإقامة الدين وسياسة الدنيا به.
ثالثاً: المحكومين (الشعب) إذا قام الحاكم بواجباته فله حقوق على أمته تعينه على القيام بهذه الواجبات، ومن هذه الحقوق الطاعة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ لرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [1].
قال ابن كثير- رحمه الله-:"وقال الصياح بن سوادة الكندي: سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو يقول: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ... } الآية [2] , ثم قال: "ألا إنها ليست على الوالي وحده ولكنها على الوالي والموالى عليه، ألا أنبئكم بما لكم على الوالي من ذلك, وبما للوالي عليكم منه؟ إن لكم على الوالي من ذلكم أن يؤاخذكم بحقوق الله عليكم، وأن يهديكم إلى التي هي أقوم ما استطاع، وإن عليكم من ذلك الطاعة غير المبزوزة [3] ولا المستكرهة ولا المخالف سرها علانيتها" [4] , إلا أن طاعة الحاكم ليست مطلقة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي [1] سورة النساء: الآية: 59. [2] سورة الحج: الآية: 41. [3] بزه يبزه بزاً: غلبه وغصبه, وبز الشيء انتزعه يقول: (لا ألزمكم الطاعة قسرًا). [4] ابن كثير: تفسير ابن كثير (5/ 434).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 9