اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 46
رابعاً: الأمير الذي ذكره الحديث هو الأمير المسلم، فهذا هو المعنى الذي يتماشى مع مقاصد الشريعة، والذي يجب على المسلم أن يطيعه لأنه- أي الأمير- متقيّد بالشرع خاضع لأمره، لكن قد يرى المسلم منه ما يكره, أي بعض السلوكيات الخاطئة لكن ليس هذا مبرراً شرعياً لعزله، ومن هنا فإن الصبر المَراد بالحديث هو نطاق ما ذكر, والكراهية التي لا تتجاوز حدود الفرد إلى حدود الجماعة. خامساً: الطاعة والصبر ما لم يستشرِ الفساد ولذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشريعة بمثابة صمام الأمان للمجتمع، فعن زينب بنت جحش- رضي الله عنها-: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فزعاً يقول: (لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش- رضي الله عنها-: فقلت: يا رسول الله! , أنهلك وفينا الصالحون؟ , قال: (نعم إذا كثر الخبث) [1].
وفي سنن أبي داود قال أبو بكر- رضي الله عنه- بعد أن حمد الله وأثنى عليه: "يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [2] , وإنا سمعنا النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على [1] متفق عليه, البخاري: صحيح البخاري رقم (7059) , ومسلم: صحيح مسلم, رقم (2880). [2] سورة المائدة: الآية: 105.
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 46