اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 43
إذا هذه الزيادة من حيث الإسناد ضعيفة, وأما من حيث المتن فلتعارضها مع قوله- عليه الصلاة والسلام-: (من مات دون عرضه فهو شهيد) [1].
كما أن الجلد وسلب المال بظلم ذلة تستنكرها الفطر السليمة كما إن الفطرة السليمة تحفز الإنسان للدفاع عن ماله وعرضه ضد إي متعدٍ وهو ما دل عليه الشارع.
فالحديث حتى لو لم يكن سنده منقطعاً- وهو منقطع- معلول شاذ متنا، لأن الأدلة المحكمة، تقطع بأن وظيفة الدولة- في الإسلام- حماية ظهور الناس وأموالهم وأعراضهم, فيفهم منه أن الحديث يخالف ذلك, فيجيز للحاكم أن يعتدي على نفوس الناس وأموالهم، ولا يفهم هذا من الحديث, فمعنى الحديث: الأمر بالسمع والطاعة للأمير في غير معصية الله, وهذا هو الذي يتفق مع بقية النصوص الشرعية.
كما أنه لا يفهم من الحديث أن نبقى مستكينين خانعين للطواغيت، وهل يعقل أن يقر النبي للفرد مقاتلة من يريد سرقة دينار منه، وفي نفس الوقت، يسلب هذا الحق من الأمة التي تقدر بالمليارات!.
إن السبب في شيوع الفهم الخاطئ لهذا الحديث وغيره من الأحاديث يعود لأمرين اثنين:
1. عدم الجمع بين الروايات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو قد قال في موضع آخر (فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن
2. [1] مسلم: شرح صحيح مسلم (2/ 163).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 43