اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 35
على الشرط المقدم في رعاية المصالح والنظر في المناجح، وموازنة ما يندفع ويرتفع بما يتوقع, فإن قيل: قد قدمتم أن وجه خلع الإمام نصب إمام ذي عدة, فما ترتيب القول في ذلك؟ قلنا: الوجه خلع المتقدم ثم نصب الثاني يدفعه دفعه للبغاة كما سبق تقريره. فإن قيل: فمن يخلعه؟ قلنا: الخلع إلى من إليه العقد" [1].
ثامناً: نقص التصرف
ومن مسببات العزل أيضاً نقص التصرف، وذلك بأن يطرأ على الحاكم ما يقيد تصرفاته أو يبطلها، وهو ما يسمى بالقهر والغلبة، وفي هذه الحال إذا تمكن هذا القاهر وغلب على الحاكم الأول، واستولى على تدبير الأمور، فإن الحاكم السابق في هذا الحال يكون معزولاً، وتنعقد الإمامة لهذا المستولي الجديد للضرورة، وحتى لا يقع الناس في الفوضى والفتنة ويعمّ الفساد، وقد صلى ابن عمر- رضي الله تعالى- عنهما بأهل المدينة يوم الحرَّة [2] وقال: (نحن مع من غلب) [3].
وقال: (لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب) [4]. [1] غياث الأمم في التياث الظلم ص (80 - 96). [2] الحرة موضع قريب من المدينة، ووقعة الحرة هذه هي الوقعة التي حصلت بين يزيد ابن معاوية وبين أهل المدينة لما خلعوه لما أخذوا عليه من فسق، فبعث إليهم من يردهم إلى الطاعة، وأنظرهم ثلاثة أيام، فلما رجعوا قاتلهم واستباح المدينة ثلاثة أيام, انظر: ابن كثير: البداية والنهاية (8/ 232). [3] ابن سعد: الطبقات الكبرى (4/ 110). [4] المصدر السابق (4/ 149) , وإسناده صحيح إلى سيف المازني، أما هو فأورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. انظر: إرواء الغليل (2/ 304).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 35