اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 30
فاسق أدى إلى إبطال ما أقيم له، وكذلك هذا مثله" [1] , ونسب الزبيدي هذا القول إلى الشافعي في القديم [2]، وإليه ذهب بعض أصحابه [3] وهو المشهور عن أبي حنيفة.
وهو مذهب المعتزلة والخوارج، أما المعتزلة فقد قال عنهم القاضي عبد الجبار: "فأما الأحداث التي يخرج بها من كونه إماماً فظهور الفسق سواء بلغ حد الكفر أو لم يبلغ لأن ذلك يقدح في عدالته" وقال: " ... لا فرق بين الفسق بالتأويل، وبين الفسق بأفعال الجوارح في هذا الباب عند مشايخنا ... وهذا مما لا خلاف فيه، لأنهم أجمعوا أنه يهتك بالفجور وغيره (وكذا) أنه لا يبقى على إمامته" [4].
وذهب آخرون بعدم العزل بالفسق:
وقال النووي- رحمه الله-: "إن الإمام لا ينعزل بالفسق على الصحيح" [5] ,
ويعلل أصحاب هذا القول بأنه ليس كل من استحق العزل يعزل، وإنما ينظر إلى ما سيترتب على هذا العزل، فإن ترتب عليه فتنة أكبر لم يجز العزل والخروج عليه, كما لا يجوز إنكار المنكر بمنكر أعظم منه، أما إذا أمنت الفتنة وقدر على عزله بوسيلة لا تؤدي إلى فتنة ففي هذه الحال يقوم أهل الحل والعقد بعزله لأنهم الذين أبرموا معه عقد الإمامة، فهم الذين يملكون نقضه, وعليه فإن [1] المصدر السابق (1/ 271). [2] الزبيدي الشهير بمرتضى: إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين (2/ 233). [3] القلقشندي: مآثر الإنافة (1/ 72). [4] القاضي أو الحسن عبد الجبار: المغني في أبواب التوحد والعدل (20/ 170) ق 2. [5] النووي: روضة الطالبين (10/ 48).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 30