اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 22
مع أنه كان يمارس القمع ضد شعبه والإرهاب لهم واستحيا نساءهم, كما حكى الله تعالى عنه ذلك في سورة القصص, حيث قال: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [1]، ولهذا الأسلوب الإرهابي الذي انتهجه فرعون قامت أم موسى بإلقاء ابنها في اليم بعد أن وضعته في صندوق كما قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [2] لقد مارس الطاغية فرعون هو ونظامه القمعي وعلى رأسه هامان, مارسوا إرهاباً سياسياً وقمعياً ضد شعبه {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [3] حتى إن الأم ألقت بفلذة كبدها في اليم طمعاً في سلامة محتملة عوضاً عن بقاء متيقن في نتائجه المرة, وهذا الفرعون الطاغية الذي سقط من كرسيه في مصر على يد موسى- عليه السلام- جاء على مدى قرون متتابعة من تتلمذ على أسلوبه الإرهابي والقمعي بصور مختلفة ومتطورة أحياناً.
وقد يسأل البعض ألم يدع فرعون الألوهية؟ {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [4] {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى} [5] ونقول نعم، لكن الذي يسأل هذا السؤال لم يفهم معنى ادعاء [1] سورة القصص: الآية: 4. [2] سورة القصص: الآية: 7. [3] سورة القصص: الآية: 8. [4] سورة القصص: من الآية: 38. [5] سورة النازعات: الآية: 24.
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 22